فصل: قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن زنجلة:

80- سورة عبس:
{أو يذكر فتنفعه الذكرى}
قرأ عاصم {فتنفعه الذكرى} بفتح العين على جواب لعل، وقرأ الباقون بالرفع نسقا على {يزكى} المعنى لعله يزكى ولعله تنفعه الذكرى ومن نصب فعلى جواب لعل ونظيره لعل زيدا يقدم فيكرمني على قولك لعله يكرمني فإن قلت فيكرمني فإنما ترجيت قدومه وضمنت أنه إذا قدم أكرمك.
{أما من استغى فأنت له تصدى} 5 و6.
قرأ نافع وابن كثير {فأنت له تصدى} بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف فيها، والأصل تتصدى تتعرض ولكن حذفوا الثانية لاجتماعهما ومن شدد أدغم التاء في الصاد لقرب المخرجين {فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صبينا الماء صبا} 25، 24.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي {أنا صببنا الماء} بفتح الألف على البدل من الطعام ويكون {أنا} في موضع خفض المعنى فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صبا وقال: {إلى طعامه} والمعنى على كونه وحدوثه وهو موضع الاعتبار.
وقرأ الباقون {إنا} بالكسر على الاستئناف ويكون ذلك تفسيرا للنظر إلى طعامه. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة عبس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[عبس: الآيات 1- 4]

{عبس وَتولى (1) أَنْ جاءه الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لعله يَزَّكَّى (3) أَوْ يذكر فتنفعه الذِّكْرى (4)}

.الإعراب:

{أن} حرف مصدريّ (الواو) عاطفة {ما} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة {يدريك..}.
والمصدر المؤول: {أن جاءه الأعمى} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو (اللام) متعلق بـ: {عبس وتولى} أي لأن جاءه.
جملة: {عبس...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {تولى...} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: {جاءه الأعمى...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {ما يدريك...} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: {يدريك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: {لعله يزّكّى...} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل {يدريك}.
وجملة: {يزّكّى...} في محلّ رفع خبر لعنّ.
4- {أو} حرف عطف (الفاء) فاء السببيّة (تنفعه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء.
والمصدر المؤوّل: (أن تنفعه..) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الترجّي المتقدّم أي عسى لديك تزكية أو تذكير فنفع من ذكرى..
وجملة: {يذكر...} في محلّ رفع معطوفة على جملة {يزّكّى}.
وجملة: {تنفعه الذكرى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

.الصرف:

(1) {تولى}: فيه إعلال بالقلب أصله تولّي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(3) {يزّكّى}: فيه إبدال تاء التفعّل زايا للمجانسة، أصله يتزكى، ثم أدغمت مع فاء الكلمة بعد تسكينها وزنه يتفعّل.. وفيه إعلال بالقلب أصله يتزكّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(4) {يذكر}: فيه إبدال تاء التفعّل ذالا للمجانسة قياسه كقياس يزّكّى.

.الفوائد:

- توجيه وعتاب:
سبب نزول الآيات هو أن عبد اللّه بن أم مكتوم، واسمه عمرو، وقيل: عبد اللّه ابن شريح بن مالك بن ربيعة.
وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أهرة بن رواحة القرشي الفهري، من بني عامر بن لؤي، واسم أمه عاتكة بنت عبد اللّه المخزومية، وهو ابن خالة خديجة بنت خويلد أسلم قديما بمكة، وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل وعمه العباس وأبي بن خلف وأخاه أمية، ويدعوهم إلى الإسلام، يرجو إيمانهم، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول اللّه أقرئني وعلمني مما علمك اللّه، وجعل يناديه ويكرر النداء، وهو لا يدري أنه مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد: إنما اتبعه الصبيان والعبيد، فعبس وجهه، وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم فأنزل اللّه هذه الآيات، معاتبة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم. فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه إذا رآه ويقول: «مرحبا بمن عاتبني فيه ربي»، ويقول له: «هل لك من حاجة». واستخلفه على المدينة مرتين.
وكان من المهاجرين الأولين، وقيل: قتل شهيدا بالقادسية.
- (لعلّ):
هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ولها معان:
1- التوقع: وهو ترجّي المحبوب والإشفاق من المكروه، نحو: (لعل الحبيب واصل) و(لعل الرقيب حاصل) وتختص بالممكن.
2- التعليل: كقوله تعالى: {فَقولا لَهُ قولا لَيِّناً لعله يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى}.
3- الاستفهام: أثبته الكوفيون، ولهذا علق بها الفعل في نحو قوله تعالى: {لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً} {وَما يُدْرِيكَ لعله يَزَّكَّى}. ويقترن خبرها (بأن) كثيرا، حملا على (عسى)، كقول متمم بن نويرة:
لعلك يوما أن تلمّ ملمة ** عليك من اللائي يدعنك أجدعا

.[عبس: الآيات 5- 10]

{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تصدى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}.

.الإعراب:

{أمّا} حرف شرط وتفصيل {من} موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أمّا {له} متعلق بـ: {تصدى} (الواو) حاليّة {ما} نافية، {عليك} متعلق بمحذوف خبر مقدّم {ألّا} حرف مصدريّ ونصب وحرف نفي..
والمصدر المؤوّل: {ألّا يزّكّى..} في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: {من استغنى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {استغنى...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {أنت له تصدى} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {تصدى} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت).
وجملة: {ما عليك ألّا يزّكّى} في محلّ نصب حال من فاعل {تصدى}.
وجملة: {يزّكّى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
8- 10 (الواو) عاطفة {أمّا من جاءك} مثل أمّا من استغنى (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة للجواب {عنه} متعلق بـ: {تلهّى}.
وجملة: {من جاءك...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {جاءك...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {يسعى...} في محلّ نصب حال من فاعل {جاءك}.
وجملة: {هو يخشى...} في محلّ نصب حال من فاعل {يسعى}.
وجملة: {يخشى...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة: {أنت عنه تلهّى} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {تلهّى} في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت).

.الصرف:

(5) {استغنى}: فيه إعلال بالقلب أصله استغني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه استفعل.
(6) {تصدى}: حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفيه إعلال بالقلب قياسه كقياس استغنى.
(8) {يسعى}: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(9) {يخشى}: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(10) {تلهّى}: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى، وفيه حذف إحدى التاءين تخفيفا.

.[عبس: الآيات 11- 16]

{كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)}.

.الإعراب:

{كلا} حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ {شاء} ماض في محلّ جزم فعل الشرط، ومثله جواب الشرط {ذكره}، {في صحف} متعلق بحال من ضمير الغائب في {ذكره}، {بأيدي} متعلق بـ: {مرفوعة}..
جملة: {إنّها تذكرة...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من شاء...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {شاء...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {ذكره...} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

.الصرف:

(11) {تذكرة}: مصدر سماعيّ للرباعيّ ذكّر، وزنه تفعلة بفتح التاء وكسر العين.
(13) {مكرّمة}: مؤنّث مكرّم، اسم مفعول من الرباعيّ كرّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(15) {سفرة}: جمع سافر بمعنى كاتب، اسم فاعل من الثلاثيّ سفر باب ضرب، ووزن سفرة فعلة بثلاث فتحات.
(16) {بررة}: جمع بارّ بمعنى مطيع، اسم فاعل من الثلاثيّ برّ باب ضرب وباب فتح وزنه فعلة كسفرة.

.[عبس: الآيات 17- 22]

{قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22)}.

.الإعراب:

{ما} تعجبيّة نكرة تامة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ، {من أيّ} متعلق بـ: {خلقه}، {من نطفة} متعلق بـ: {خلقه} الثاني (الفاء) عاطفة وكذلك {ثمّ} في المواضع الثلاثة {السبيل} مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده..
جملة: {قتل الإنسان...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما أكفره...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أكفره...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) التعجّبيّة.
وجملة: {خلقه} (الأولى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقه} (الثانية) لا محلّ لها بدل من جملة {خلق} الأولى.
وجملة: {قدّره...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {خلقه} الثانية.
وجملة: {يسّره} السبيل لا محلّ لها معطوفة على جملة {قدّره}.
وجملة: {يسّره...} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {أماته...} لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة.
وجملة: {أقبره...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {أماته}.
وجملة: {شاء...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أنشره} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

.الصرف:

(21) {أماته}: فيه إعلال بالقلب بعد الإعلال بالتسكين، أصله أموته، سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الميم.. ثمّ قلبت الواو ألفا لأنفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه أفعله بفتح الهمزة والعين بينهما فاء ساكنة.

.[عبس: آية 23]

{كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23)}.

.الإعراب:

{كلا} ردع وزجر عمّا في الإنسان من تكبّر وإصرار على إنكار التوحيد {لمّا} حرف نفي وقلب وجزم (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي: ما أمره به.
جملة: {يقض...} لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.
وجملة: {أمره...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).